أتعجب من دفاع غادة عبدالرازق عن فيلمها الأخير بون سواريه بسبب الهجوم عليه بأنه تافه ومبتذل, ولا يصح أن تشارك غادة في فيلم مثله بعد ما وصلت إليه من مكانة فنية وجماهيرية,
ولكن يبدو أن غادة لا تري ما يراه الناس, بل علي العكس فهي تراه ـ كما صرحت وتصرح في حواراتها ـ بأنه فيلم خفيف ودمه أيضا خفيف, ومع كل احترامي لغادة إلا أن شهادتها في هذا الفيلم لا يؤخذ بها, فمن يشهد للعروسة.. عفوا الفيلم؟!
أما حكمنا نحن علي الفيلم والذي عكس حكم غادة تماما, فأقل ما يوصف به أنه تافه وعلاوة علي تفاهته فهو أيضا سخيف, يعني لا يوجد به أي خفة من أي نوع إلا في قصته وأحداثه وأداء غادة المصطنع جدا.
< الحقيقة أن غادة لم تخطيء فقط في حق نفسها عندما وافقت علي هذا الفيلم, بل أخطأت أيضا عندما وافقت علي وجود بطلة معها مثل الممثلة الشابة نهلة شقيقتها الصغري في الفيلم, حيث استطاعت نهلة أن تخطف الضوء من غادة وتفوقت عليها في كل شيء بدءا من السن والجمال, والأغرب الأداء, حيث جاء أدائها ـ برغم أنها مازالت في بداياتها ـ طبيعيا وهادئا مثل جمالها عكس جمال غادة الذي جاء هو الآخر مصطنعا مثل أدائها, وعموما فمن يقول إن فيلم بون سواريه هو النسخة الحريمي من فيلم العار يكون قد انصفه لأنه ليس مجرد نسخة منه بل هو العار نفسه!!
< ويحكي الفيلم عن ثلاث بنات يتوفي والدهن ثم يكتشفن بعد وفاته أنه مديون ولابد أن يسددن هذا الدين, وإلا سيتم الحجز علي جميع ممتلكاتهن بما فيها البيت والمصنع.
ولكي يسددن هذا الدين كان لابد من شراء ملهي ليلي بون سواريه, وطبعا لنا أن نتخيل كل الموبقات الموجودة داخل هذا الكباريه بدءا من أغاني هابطة ورقصات مبتذلة وعري في عري, سواء من بطلتي الفيلم غادة ونهلة ومعهن مروي الراقصة فوق البيعة لكي تكمل الليلة, ولكي يكون هناك قصة وهدف رأي صناع الفيلم وعلي رأسهم كاتب الفيلم الذي هو المؤلف الكبير محمود أبوزيد أن يكون هناك بعض المواعظ هنا وبعض الحكم هناك, خاصة من الأخت الثالثة مي كساب التي ترفض المال الحرام وتحاول جاهدة طوال أحداث الفيلم أن تهدي شقيقتيها ولكن هيهات, إلي أن يتم القبض عليهن, وفي النهاية توتة توتة فرغت الحدوتة الملتوتة بعد أن رجعت الأخوات إلي عقلهن, وبعد أن أخذن الدرس وأخذناه نحن أيضا عندما قررنا دخول مثل هذا الفيلم, وعلي رأي أغنية الفيلم اللي اتسلع من الدقي ينفخ في المعادي, وفي الآخر كله هجص في الدانس ومفيش اكسلانس!
< أخيرا أسدل الستار علي قضية عرض الفيلم الأمريكي لعبة عادلة بعد أن قرر د. سيد خطاب رئيس الرقابة السماح بعرضه في مصر, وهاهو اليوم يعرض في سينماتنا,وقد أكد رئيس الرقابة لي بعد مشاهدته للفيلم أن السماح بعرضه سيعود بالنفع علي كل مواطن مصري وعربي, لأن الفيلم بالإضافة إلي جودته العالية فهو أيضا يدافع عن قضية عربية تخصنا جميعا, ويعلن مباشرة بخطأ قرار بوش وكذبه وادعاءاته بوجود أسلحة دمار شامل في العراق لكي يبرر حربه عليها, وأقسم لي بأغلظ الإيمان أن الممثلة الإسرائيلية المشاركة في الفيلم والتي بسببها قامت الدنيا ولم تقعد علي خالد النبوي الذي اتهمته بالتطبيع بسبب موافقته علي المشاركة في فيلم يوجد به معها هذه الممثلة, لا يمكن أن يصدق أحد أنها تنتقد من خلال مشاهدها في هذا الفيلم سمعة جهاز الموساد الذي تتهمه بأنه المسئول عن تصفية العلماء في العراق.
< وفي النهاية فإننا نحترم قرار د. سيد خطاب بعرض الفيلم لأنه بذلك يكون قد وضع الأمور في نصابها الطبيعي لينتصر الفكر المستنير علي كل الآراء والتصريحات الرافضة لعرض الفيلم بحجة أنه يدعو للتطبيع وفي الحقيقة هذه الاراء لا يراد بها إلا التشويش, والحمد لله علي أن مثيري هذه الزوابع يحكمون بالمنع وهم لا يملكون!!
موضوع: بون سوار.. علي من لا يملكون! 
الإثنين يناير 24, 2011 4:17 pm
