بسم الله الرحمن الرحيم
خالد بن الوليد
..رضي الله عنه
هو خالد بن المغيرة المخزومي. اسلم في السنة الثامنة
من الهجرة بعد أن كان شديداً على المسلمين .. استلم قيادة
الجيش في سرية مؤتة بعد استشهاد القواد الذين عيّنهم الرسول
. لقّبه الرسول "سيف الله المسلول".
استطاع خالد بحكمته الانسحاب بجيش المسلمين بنجاح
وإنقاذه من جيش الروم . وفي حروب الردة
برع خالد في القضاء
على المرتدين مثل مسيلمة بن ثمامة وطلحة بن خويلد.
ساهم خالد بن الوليد بفتح العراق في
زمن الخليفة الراشدي
الأول أبي بكر الصديق ، ثم طلب منه الخليفة
التوجه إلى الشام
لملاقاة الروم ، فاستطاع خالد الذي كان معه
عشرة آلاف مقاتل،
الوصول إلى اليرموك خلال 18 يوماً ،
في مسيرته الشهيرة التي
استطاع بها قطع بادية الشام.
قال عنه أبو بكر الصديق:
"والله لأُنسِيَنَّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد".
لما وصل اليرموك وحّد الفرق الإسلامية.
وكان جيش المسلمين
أربعين ألف فارس مقابل مائتي ألف مقاتل رومي.
رتّب خالد الجيش الإسلامي إلى كراديس، كل كردوس
من ألف مقاتل على رأسه رجل خبير بالحرب
. وكان من نتائج ذلك تفرّق الروم الذين
سقط فرسانهم وتركوا وراءهم أكثر من مائة
وخمسين ألف قتيل ،
بينما فقد المسلمون في هذه المعركة
ثلاثة آلاف قتيل .
وقد عزل خالد بن الوليد من قبل الخليفة
الجديد عمر بن الخطاب
. وكان ذلك حين كان في الشام.
وهناك جاء البريد إلى خالد حاملاً معه
خبر وفاة أبي بكر الصديق واستلام عمر
بن الخطاب الخلافة، وأمر عمر بعزله
عن قيادة الجيش وتولية أبي عبيدة الجراح مكانه.
خالد بن الوليد بين فكّي التاريخ
لقد ساهمت عبقرية خالد بن الوليد في كسر
جحافل الفرس والروم
والقضاء على المرتدين في الجزيرة العربية.
وقد ثمّن الخليفة الراشدي
أبو بكر الصديق عطاءه وحكمته فولاّه
قيادة الجيش في الشام. وبفضل
حكمته انتصرت جيوش المسلمين
. ولكن الخليفة عمر بن الخطاب عزله.
لماذا ؟!
يُقال إن عمر بن الخطاب كان يضمر العداء الشخصي لخالد.
ويقول عمر بن الخطاب عن سبب العزل:
"إني لم اعزل خالداً عن سخطةٍ ولا خيانةٍ
ولكنّ الناس فخّموه
وفُتنوا به فخفت أن يوكلوا إليه، فحببت أن يعلموا
أن الله هو الصانع وان لا يكونوا بعرض فتنة".
أما خالد بن الوليد فاستأنف الجهاد في صفوف
جيش أبي عبيدة
بن الجراح مثله مثل أيّ جندي، وقال جملته المشهورة:
"أنا لا أقاتل من أجل عمر، وإنما أقاتل لإرضاء ربّ عمر".
وعندما كان على فراش الموت في مدينة حمص قال:
"ما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة أو رمية سهم.
وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير.
فلا نامت أعين الجبناء".
مات خالد بن الوليد سنة (642) م في مدينة حمص،
ولم يترك وراءه ثروة مع انه
فتح بلاد الشام وفيها الثروات الهائلة.